منتدى ألبانيا الإسلامي

فرع كافايا

رسالة مفتوحة

السيد ألفريد مويسيو

من أبناء هذه المدينة

نقرّ حقيقة بأن المحاضرة التي ألقاها السيد رئيس الدولة في منتدى أوكسفورد ببريطانيا بعنوان "التسامح الديني في تقاليد الشعب الألباني" قد أثارت نقمة كبيرة لدى أعضاء منتدى ألبانيا الإسلامي، فرع مدينة كافايا، حيث استخفت هذه المحاضرة بالشعور الدينية لدى مسلمي هذه المدينة. و لذا نعبّر بواسطة هذه الرسالة المفتوحة عن رغبتنا في التحدث مع السيد رئيس الدولة و منتهزين الفرصة من كونه ابنا لأحد أشرف الأهالي بهذه المدينة نرغب في نفس الوقت التوضيح للرأي العام قضية التسامح الديني.

و بناء على التسامح المدني و الديني الذي كان من ضمن الفضائل التي نتميّز به أردنا أن نبيّن لماذا اتخذنا هذا الموقف حول القضية التي كانت ذات علاقة مباشرة بالشعور الدينية عند عامة الناس.

السيد الرئيس!

 بالرغم من رغبتكم على بيان قيمة التسامح الديني الألباني في منتدى أوكسفورد نجد أن في مضمون تلك المحاضرة كانت هناك عدة مسائل غير دقيقة و من أجل الحق و خدمته نقول بأنها كانت غير صحيحة نظرا إلى الحقائق التاريخية و الدينية التي لا يقدر أحد على استنكارها، فمما يؤسفنا هذه المواقف المتحيزة ضد الديانة الإسلامية و اعتبارها أقلية بمقابل الديانات الأخرى.

و فيما يلي نقدم اعتراضاتنا:

لم يذكر من جهة الرئيس أثناء خطابه في المحاضرة القيم و المصالح التي أفادها الدين الإسلامي للشعب الألباني بمرور الزمن مثل العون الذي قدّمه على الحفاظ بالوطنية الألبانية مقابل الحروب الإبادية المستمرة مع الصرب و غيرهم حيث كان هذا الدين الشريف هو العامل الفعال لتماسك الألبان بالشعور و القيم الوطنية.

و لا تعرف في اصطلاحات هذا الدين مفاهيم كمثل "الإسلام الأوروبي" و الإسلام الآسيوي" بل هو إسلام واحد يستند على مبادئ صادرة من القرآن الكريم في وقت لم  يكن الامتداد الجغرافي بالغ الأهمية بل لعب دورا ثانويا في إطار الدعوة إلى الإسلام. و حينما لم تذكروا في خطابكم شيئا من هذه سواء كنتم متعمدا أو لا، فيلمّح الأمر أنكم قد قمتم بشيء لم يُفد البتة قضية التسامح الديني في ألبانيا و الذي قمتم بالسفر من أجله إلى بريطانيا (أوكسفورد).

و مما لاحظنا أيضا في محاضرتكم الكلام عن عدم وجود أكثرية للديانة الإسلامية في ألبانيا، و لو تأمّلنا بدقة في ظاهرة التسامح الديني لاستنتجنا بصراحة أن وجودها كانت بفضل الأكثرية المسلمة التي عاشت في ألبانيا خلال العصور المتتالية.

تقولون " من وجهة نظر عمودية و متواصلة، الألبان جميعهم نصارى" إقرارا بذلك على زائفة تاريخية و محاولا لإثبات أن التسامح الديني في ألبانيا كان بفضل الجالية النصرانية. نركّز على أن دين الإسلام و النصرانية نعتبرهما ثراء يتمتع بها الشعب الألباني و أن كليهما يكوّنان ميزة مثالية يتميّز بها القوم الألباني دون غيره في المنطقة.

المصطلح "محمدي" الذي ذكرتموه في أثناء المحاضرة غير مقبول و هو يعد زلّة شرعية في دين الإسلام حيث من الأمر المحال أن نقيس قضية الديانة النصرانية التي اتخذت اسمها من نبيهم بالإسلام الذي اتخذ اسمه من عند رب العالمين، و هذا الأمر يدل أنكم أو اللذين قدّموا لكم الخطاب قصدا على معرفة ضيقة و سطحية بتاريخ الأديان.

نستغرب لقولكم عن ضرورة التقليل من شأن الإسلام بحيث لم يكن دينا أصليا و ثابتا عند  الألبان. فهنا سؤال يطرح نفسه: هل كانت النصرانية بالذات دينا أصليا و ثابتا عند الألبان؟

و هناك تناقض باين لما تقولون بأن الإسلام في ألبانيا يظهر على زي أوروبي و لذا هو في نظركم الشخصي إسلام ضعيف و سطحي أو كما تقولون نصا: "عند ضمير كل مواطن ألباني يختفي جوهره النصراني". و في هذا المنطق يلاحظ شيء يستاهل أكثر من الوصف بالجهل بالواقع الديني بل هو حقد كامن يلمّح على اتجاهات متطرفة.

السيد الرئيس!

 للأسف نلاحظ في خطابكم نوعا من الرُهاب من أجل التأرّب و أن على سبيل المثال، انتماء ألألبان إلى الإسلام يعد مانعا قويا لألبانيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، و يلمّح هذا الخوف إلى احتمال أن قد تكون الأفكار المقدمة في المحاضرة ملقّنة من غيركم. هذه العقلية تشبه ذلك الجزء العاجز من السياسة الألبانية الذي لم يحقق في الساحة السياسية الألبانية أي نجاح حتى الآن.

السيد الرئيس!

 كان ينبغي عليكم الإقرار بأن الإسلام متواجد و عامل مهم في تشكيل الذاتية القومية الألبانية، كما ينبغي علينا أن نذكركم بأن والدكم المحترم في خلال تلك المراحل الصعبة في حياته وجد مأوى دافئا في منزل العائلة المسلمة المشهورة الحاج آلوشي بمدينة كافايا. إذن هو كان يعترف بالإحسان و التضحية للآخر و التسامح الذي كان ينبع من قلب المسلم. على الأقل هذا الأمر كان مفروضا ألا يغيب منكم حين كنتم تعمّون و تقرّون على هواكم خلال المحاضرة بأوكسفورد.

اعتابارا لانتمائكم لهذه المدينة كأحد أبناءها و شعورنا المجروح و المنصب الذي أنتم عليه و واجبكم الدستوري الذي يفرض عليكم الحفاظ على الاستقرار و التوازن بين الأديان نأمل من شخصيتكم أن تتدخّلوا بجاهكم لإعطاء المشيخة الإسلامية الإجازة لبناء مسجد "نامزجا" بالعاصمة تيرانا في نفس المكان الذي كان في السابق، كما نأمل من سعادتكم كذلك طلب العذر و الصفح من الجالية الألبانية المسلمة لتصريحاتكم بأوكسفورد و لازدياد أيضا الثقة في شخصيتكم بأنكم حقا رئيس يمثّل جميع المواطنين.

باحترام و نقمة

منتدى ألبانيا الإسلامي

فرع كافايا

كافايا بتاريخ 13/11/2005

إبلاغ للمحررين :

منتدى ألبانيا الإسلامي منظمة اجتماعية – مدنية تهدف من خلال عملها مواجهة العنصرية و الكسينوفوبيا و إسلاموفوبيا.

للمزيد من المعلومات نرجو مراجعة موقعنا في الانترنت:  www.forumimusliman.org

Albanian
English
Türkçe

الصفحة الرئيسية
من نحن
أهداف المنتدى
تصريحات إعلامية
أنشطة

أخبر عن حالات التمايز


العضوية في الرابطة


 

اضغط هنا للمشاركة في قائمة النقاشات بين مسلمي الألبان


اضغط هنا للمشاركة في قائمة الأخبار بين مسلمي الألبان
 

من نحن  | أهداف المنتدى| تصريحات إعلامية | أنشطة|اتصل بنا | ForumMail

Forumi Musliman i Shqipërisë,
Rruga Llazi Miho, Pallati 5, Apartamenti 17, Kombinat, Tirana, Albania, Email: info@forumimusliman.org